الخميس، 7 أبريل 2011

إلي متي هذا التراجع المهين أمام الغوغاء والمنحرفين؟!ـ

بقلم 
عصام عبد المنعم

إلي متي هذا التراجع المهين أمام الغوغاء والمنحرفين؟!ـ
القيادات الجديدة في الأهرام تتمتع بحب واحترام وتقدير زملائهم في أسرة التحرير

<< كان السبت الماضي يومًا أسود، لم تشهد الرياضة المصرية مثيلاً له في السواد علي مدي تاريخها الطويل، أسوأ ما فيه هو الاعتداء الهمجي من الجماهير علي فريق شقيق «ضيف»، لم يرتكب أي فرد فيه ما يجافي آداب الضيافة، بل إن هذا الفريق ـ الأفريقي التونسي ـ أكرم وفادة الزمالك في مباراة الذهاب بينهما بتونس، واحتفت به الجماهير التونسية باعتباره ممثلاً للثورة الشعبية «الشقيقة» في مصر.
وكان الحكم الجزائري عادلاً منصفًا، موفقًا للغاية في إدارة اللقاء، ما يقطع الطريق علي احتمال أن تكون الجماهير الزملكاوية قد أثارتها قراراته «الظالمة»!! لكن فريق الزمالك كان قد فرط في نتيجة لقاء الذهاب، ما صعب مهمته في العودة، ومع ذلك أضاع لاعبوه أكثر من فرصة للفوز المطلوب بفارق الهدفين، وبصفة عامة فإن الفريقين تأثرا بتوقف النشاط الرسمي في مصر وتونس بمناسبة الثورة هنا وهناك، ولهذا يمكن القول ـ فنيا ـ إن الذي تأهل لدور الـ16 هو «أحسن الوحشين»!.
وأعود للأهم وهو مذبحة الروح الرياضية علي أيدي مجموعات كبيرة من الصبية والشباب الصغير من مشجعي الزمالك الذين أساءوا لناديهم إساءة تاريخية لا تغتفر، بل أساءوا إلي وطنهم بهذا الانفلات الأخلاقي المشين، والسلوك الغوغائي الدخيل علي ثقافتنا وعاداتنا.
وهنا أختلف مع من وصفهم بـ«البلطجية»، ومن ثم إسناد المسئولية عن الجريمة إلي «فزاعة» الثورة المضادة أو فزاعة فلول النظام المخلوع، فالبلطجية شكلهم معروف وهم محترفون يتم استئجارهم كما ظهروا في موقعة الجمل! لكن هؤلاء الشباب منحرف في سن المراهقة، اتفقوا فيما بينهم علي النت علي إفساد المباراة لو لم يتمكن فريقهم من الفوز بمجموع نتيجتي اللقاءين، وكانت مهمتهم سهلة للغاية في غياب هيبة الأمن وسطوة الشرطة.
والآن مطلوب منا أن نلغي النشاط الرياضي خوفًا من المشاغبين وربما نمنع التجمعات في دور السينما والمسارح خوفًا أيضًا من الثورة المضادة، وأن نستسلم للواقع المرير وهو أن الفوضي هي السائدة والشرطة أضعف من المنحرفين، وأي نزاع بينهما علي تطبيق القانون فإن «الشارع» والإعلام سوف ينحازان مباشرة إلي المنحرفين وينقض الجميع علي رجال الأمن باسم حقوق الإنسان!!.
وهكذا رفض آلاف الصبية المنحرفون أن يفتشهم رجال الأمن أثناء دخول المباراة وأصروا علي الرفض وأظهروا لقادة الشرطة (العين الحمراء) ودخلوا إلي الاستاد يحملون الصواريخ والشماريخ وقواعد إطلاق الألعاب النارية والأسلحة..
فإلي أين نحن ذاهبون أيها المنظرون؟!
وإلي متي هذا التراجع المهين أمام الغوغاء والمنحرفين؟!
إن الدوري الكروي يجب أن يستأنف ـ ولو حفظًا لكرامتنا ـ ولكن إدراكنا لسوء حالة «الداخلية» واستسلام الوطن (المريب) لضعف أجهزة حفظ الأمن الداخلي، يجعلنا نطالب باستئناف المسابقة بدون جماهير وعلي الفور، حفاظًا علي الرياضة الشعبية الأولي لدي المصريين، وحتي يصمت الذين يريدون أن نبقي أسري الظروف الاستثنائية وحالة الطوارئ التي لا تنتهي ويخشون عودة الحياة الطبيعية إلي مختلف مرافق الوطن لغرض في نفس يعقوب!! علينا أن نكشف هؤلاء فهم الأعداء الحقيقيون للثورة، الذين من مصلحتهم استمرار القلق والتوتر والشعور بانعدام الأمن!!
<< بسرعة معقولة وكفاءة مهنية موروثة وحرفية واتزان تقليدي، نجح أبناء «الأهرام» في الخروج من «المأزق» واستعادوا ثقة جماهير القراء، وجاء التغيير الأخير في القيادات موفقًا إلي حد جعل الكثيرين يصدقون أن العناية الإلهية تقف معنا وترعي هذه المؤسسة العريقة، لتبقي دائمًا وأبدًا في المقدمة.. صحيح أن الموضوعية هي أحد أبرز عناوين العمل الصحفي الشريف، لكن أهمية العوامل «الشخصية» للقائمين علي إدارتها ورسم سياستها أمر لا يمكن إغفاله.
إن جريدة «الأهرام اليومي» هي القاطرة التي تتحمل عبء نجاح كل إصدارات هذه المؤسسة العملاقة، فأبناؤها هم الذين يقودون اليوم تلك الإصدارات، ما يجعل مسئولية رئاسة تحرير جريدة الأهرام علي هذا القدر من الأهمية، بحيث يتعين أن يكون شاغلها متمتعًا بحب واحترام وتقدير مهني عالٍ من جانب زملائه في أسرة التحرير، وقبلها من جموع القراء.. وقد أصبح من المستحيل أن يتم فرض قيادة صحفية للأهرام تخالف هذه الأطر، خصوصًا بعد ثورة يناير وعودة التقويم الصحفي للمعايير العالمية وليس لمعيار رضا السلطان!!
وشخصيا أميل إلي أسلوب إجراء الانتخابات لاختيار رؤساء التحرير ورؤساء مجالس إدارة الصحف القومية وأتوقف هنا قليلاً لأوضح للقراء الأعزاء أن المقصود «بالقومية» هو معناها المتداول عالميا (Nation - Wide) أي التي توزع علي مستوي الوطن وتهتم بأخبار البلد كله والعالم، ليفصلها ذلك عن الصحف المحلية التي تصدر داخل محافظة مثلاً وتهتم بالقضايا المحلية بشكل أساسي.
وأعود لأهمية الاعتماد علي أسلوب الانتخاب لاختيار القيادات الصحفية الرئيسية ـ من وجهة نظري المتواضعة ـ خصوصًا أن الأغلبية الساحقة من الناخبين هنا مثقفون، رأيهم مبني علي الاقتناع بالشخصية ودرجة المهنية (التي لا تخفي علي أحد!) ويستحيل شراء أصوات هذه الأغلبية مثلما قد يتاح ذلك في تجمعات ذات طبيعة أخري.
وبطبيعة الحال فإنه عند إصدار لوائح بهذا الشأن، سوف يكون هناك محددات أساسية مهمة ودقيقة من الناحية الموضوعية، تضع الشروط الواجب توافرها في المرشحين لهذه المناصب القيادية، من حيث المؤهلات والخبرات الصحفية والإدارية، والأخيرة مهمة جدًا فليس كل كاتب صحفي بارع يصلح للإدارة، وعندما يتساوى أكثر من مرشح في هذه المعايير، يكون الترجيح هنا لمن هو أكثر قبولاً لدي الأغلبية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2014 جميع حقوق النشر محفوظة لدى ستاد العالم | تصميم